Your cart is currently empty!

سلسلة فيء الغمام لسحر خواتمي وهبة أعرابي
بداخل كل منَّا جمانة عليه أن يكتشفها ويحفظها، وجميعنا بحاجة لسلام يريح نفوسنا، وجود في عواطفنا، وكلنا نحلم بزينة تجمل حياتنا،” وأسيد يحمينا، ومع ذلك نحن بحاجة لأن نزن كل هذا بدقة، وأن نتذكر دومًا بأن أبناء آدم يختلفون ولو تشابهوا، كلهم آدم ولكن ليس كل آدم كمثله، ولكل آدم حواؤه التي خلقت لأجلة، خلقت لتكون سلامه ومسرته وجومانته وأنيسته وقمر لياليه، ولكل آدم وحواء قصتهما الخاصة التي لا تصلح إلا لهما، ولهما فقط.
“فيء الغمام” هي قصة من قصص كثيرة، حياة واحدة برؤى متعددة، تحمل المعنى الحقيقي لتأثير الفراشة، ومع ذلك فهي تصور تأثير سرب من الفراشات لا فراشة واحدة، فراشة تؤثر في أخرى وتتأثر بثالثة، وفراشة تتأثر بماضيها وتؤثر في مستقبلها، حلم يعترض حلم، وحلم يلد حلم، حيوات كثيرة ومتشابكة ومتداخلة، وما يزيدها جمالًا هو واقعيتها وقربها منا.
شخوص فيء الغمام طبيعيون، حقيقيون، ستجدهم من حولك، وستجدهم في نفسك، قرأت العديد من روايات فيء الغمام في مراحل مختلفة، اكتمال، قيد التطوير، مسودة، مجرد فكرة، روايات كُتِبَت على مهل بشغف حقيقي ورؤية واضحة وأفكار ناضجة، شخصيات تم تكوينها وبناؤها بعناية حتى لتحسبها موجودة من حولك، تقرأ فيء الغمام فتشعر وتفكر وتنشغل وتتألم وتفرح وتأمل، فيء الغمام هي أروع عمل كُتب بأقلام شابة صادفني خلال عشر سنوات مضت، روايات لم تُكتب بارتجال، ولم تُكتب بعدد الصفحات، روايات أبتها دور النشر التي تتطلع للربح فقط، روايات كُتبت اليوم لتبقى لسنوات طويلة.
ستحب فيء الغمام، وستذكر شخصياتها كل يوم، ستسمي من حولك بأسمائهم، وستذكر مواقفهم وردود أفعالهم ومشاعرهم حين تتعامل مع من حولك، ستصحبك فيء الغمام في رحلة طويلة وجميلة وعميقة، ستحاكي رغبة البشر في المعرفة والتلصص المشروع على حياة أناس آخرين، لن تنتهك الحرمات ولكنك ستعرف وتشعر بالكثير.
أتمنى ان تستمر روايات فيء الغمام وأن تحافظ على أجمل ما فيها: إتقان، شغف، عمق وواقعية.”
كانت تلك مقدمة وإهداء كًتب خصيصًا لسلسة فيْ الغمام تكريمًا لجهود أصحابها، كُتب بنية خالصة ورؤية صادقة، ودون مجاملة أو تزييف للواقع.
التعريف بسلسلة فيء العمام
أما إذا أردنا أن نعود ونتحدث عن فيء الغمام، فيمكننا أن نقول بأنها سلسلة روايات اجتماعية ورومانسية، تدور أحداثها على نحو متوازي، قصة توازي الأخرى زمنيًا، لكنها تتقاطع معها على أرض الواقع، فتتأثر بها وتؤثر فيها.
مؤلفوا سلسلة فيء الغمام
السلسلة من تأليف وكتابة د. سحر خواتمي وأ. هبة أعرابي، ورغم وجود كاتبتين للسلسة؛ إلا أن القارئ يعجز عن التفريق بين القلمين، مما يشير لقدرة عالية على التواصل بين الاثنتين، فلا الأفكار تتنافر، ولا الأقلام تتمايز، ويظل نسيج الرواية الواحدة موحدًا ومتجانسًا إلى حد كبير.
لاحظت الاختلاف بين القلمين في كتابة بعض المشاهد الجانبية خارج إطار الرواية الأصلية، وهي مشاهد نُشرت على صفحة فيء الغمام على Facebook، ومن خلالها يمكن للقارئ أن يلمس الاختلاف الدقيق بين قلم سحر خواتمي وهبة أعرابي، حيث تنطلق الأقلام هنا حرة لتعبر عن أصحابها، اختلافات دقيقة في المفردات، طريقة كلام كل شخصية وتعبيراتها، السرعة في السرد وغيرها من التفاصيل الدقيقة التي ستحتاج لعدسة مكبرة لتكتشفها خلال قراءتك واستمتاعك بالأحداث.
اللغة وتقنية السرد في روايات فيء الغمام
تمتاز السلسلة بلغتها السهلة، وحوارها السلس الطبيعي الذي يستخدم الفصحى ببراعة ليعبر عن الحياة اليومية وما فيها، وثمة توازن في السرد بين الحوار والوصف، على أنها تستخدم تقنية السرد بالمصاحبة دائمًا، لكن تختص كل رواية باثنين من الرواة، وأحيانًا يدخل الراوي الثالث لتزداد الصورة تعقيدًا وجمالًَا.
شخصيات السلسلة كثيرة ومتنوعة، ولم يتم تحديد انتماءاتها وجنسياتها في السلسلة، مما يجعلها قابلة للتطبيق والتواجد في كل مكان، زمانها محدود بسنوات معينة ذكرت في الروايات، لكنها سنوات تحد بعض المظاهر ولا تمس جوهر الشخصيات، وقد أدى تحديد تلك السنوات لتوظيف دقيق لظهور التكنولوجيا وأسماء الموسيقى وغيره في الأحداث، بحيث تشعر وأنت تقرأ بأن الزمن يعود بك فعلًا لسنة كذا وكذا حيث لم يكن هناك هاتف ذكي، أو لم يكن الحاسب المحمول منتشرًا وشائعًا، أو حين كنا نتصل بشبكة الإنترنت عبر الهاتف الأرضي مباشرة.
تطور الشخصيات
وحين نتحدث عن تطور الشخصيات في السلسلة فلا نملك إلا أن نقول بأن تطورها كان طبيعيًا وسلسًا، وقد اختارت السلسلة مرحلة عمرية من أشد المراحل تقلبًا واضطرابًا في حياة أبطالها، وصورتهم كأبطال واقعيين فعلًا، أبطال يزيدهم النقص كمالًا، ويزيد العيب من جمالهم، إنهم حقيقيون، قريبون منا، يخطؤون ويصيبون، يندمون ويتوبون، أحيانًا تغمرهم الأنانية والرغبة في التملك، وأحيانًا أخرى يغرقون في المثالية والأفلاطونية، لكنهم دومًا رماديون متدرجون وديناميكيون.
الأعداد الصادرة من سلسلة فيء الغمام
- هناك عند القمة
- بين كُسَيرات الهوى
- عتبات الجبر
وختامًا، فمن الجدير بالذكر أن الروايات قد تضمنت بعض المشاهد المرسومة بريشة سحر خواتمي، مما أضاف لها بعدًا بصريًا جميلًا.
أضف المنشور للمفضلة
اشترك في مدونة نسمة السيد ممدوح
كن أول من يقرأ جديد المقالات والقصص والمراجعات
تعليقات القراء
رد واحد على “سلسلة فيء الغمام لسحر خواتمي وهبة أعرابي”
-
سلمت يداكِ، إضافة قيمة، شكراً لدعمك الدائم لنا
أحدث المنشورات
مراجعة رواية ساي لسحر خواتمي وهبة أعرابي
في ظلال الفصحى
هل تساءلت يومًا عن الفرق بين منشور طويل على منصات التواصل الاجتماعي وبين كتاب تقرؤه؟ لقد تغير الواقع كثيرًا، وأسئلة…
أنا لا أخشى جحر الثعبان
مضت سنوات جاوزت العشر على مقال كتبته ونشرته على موقع مصراوي، حين قرأ أبي المقال قال لي: “لقد وضعتِ يدكِ…
نحن فنانون وأدباء ولسنا تجارًا
تلعب المسابقات دورًا هامًا في شحذ المهارات والقدرات واكتشاف المواهب، وتشبع كلًا من المتسابقين والجمهور نفسيًا، إنها تجربة فريدة تحمل…
مراجعة رواية “الشلال” للكاتب أحمد دعدوش

نسمة السيد ممدوح
كاتبة ومذيعة مصرية من مواليد 1986، حاصلة على ليسانس الآداب قسم الإعلام – إذاعة وتلفزيون عام 2008.
اترك تعليقاً