نسمة السيد ممدوح

“وفي اللحظات القليلة..

حين يفاجئني الشعر دون انتظار..

وتصبح فيها الدقائق حبلى بألف انفجار..

وتصبح الكتابة فعل خلاص..

وفعل انتحار..

تطيرين مثل الفراشة بين الدفاتر والإصبعين..

فكيف أقاتل خمسين عامًا على جبهتين؟”

أبيات قليلة لوصف ناري لمشاعر حب جارفة لن يفهمها غير الكتاب حقًا!

في تلك الدقائق التي تحدث عنها نزار تتوقف الحياة فعلًا، تكف الأرض عن الدوران، تتضاءل كل الأشياء، تخفت كل الأصوات غير صوت واحد يخرج من داخل عقولنا، صوت له سلطة أعلى وأشد من قدرتنا على المقاومة والاعتراض، سلطة تجعل الكتابة هي الطريق الوحيد للخلاص، يتقافز القلم حينها على الأوراق ويسودها بلحظات، تتقافز أناملنا على لوحة المفاتيح ولو لم تحفظها عن ظهر قلب، تتقافز للهروب من تلك الحالة التي يصعب العيش فيها طويلًا، الحياة تحت وطأة الأفكار الجارفة والعواطف التي لا توجد قوة قادرة على كبحها عذاب حقيقي! فكيف حين يتجلى طيف حبيب في تلك اللحظات؟ كيف حين يحول بيننا وبين خلاصنا الوحيد؟ كيف لنا أن نتحمل تشتتًا بهذه القوة المدمرة؟ كيف؟ وكيف لنا أن نصارع هذا الشعور لخمسين عامًا؟ كيف؟!

من قصيدة تناقضات ن.ق. الرائعة لنزار قباني.