Your cart is currently empty!

مراجعة رواية ساي لسحر خواتمي وهبة أعرابي
قرأت رواية ساي في بداية تعارفي مع كاتبتها د. سحر خواتمي، وهي رواية منشورة على موقع هنداوي، ومتاحة للتحميل المجالني بصيغتي PDF و ePub، أرسلت لي الصديقة العزيزة مؤلفة الرواية منذ أسابيع بحثًا عثرت عليه مصادفة يحاول تحليل العلاقة العاطفية بين بطلي الرواية في ضوء نظرية مثلث الحب لروبرت ستيرنبرج، وكانت تلك مصادفة غريبة.
لقد جمع البحث الذي قدمه راؤول ابري حريري بعنوان “الحب الحقيقي في رواية ساي لسحر خواتمي وهبة أعرابي بمنظور مثلث الحب لستيرنبرج” بين عملين للدكتورة سحر خواتمي ولي كصديقتين، هذان العملان هما رواية”ساي” وكتاب “مزاجي روائي – كتالوج الحب بالألوان” لي، وأنا على يقين بأنه لم يعرف شيئًا عن كتابي نظرًا لكونه غير منشور، وإن كان مسجلًا لدى الهيئة السعودية للملكية الفكرية.
تناقشنا حول بحث السيد راؤول مطولًا بعد قراءته بعناية، ومع وجود جوانب قصور في هذا البحث أحببت أن أعيد قراءة رواية ساي وكتابة مراجعة لها في ضوء نظرية مثلث الحب أيضًا، هذه المراجعة لم تكتب لتلغي جهود السيد راؤول، وإنما لتثريها وتعوض جوانب القصور في بحثه المذكور.
جوانب القصور في بحث السيد رؤول عن رواية ساي وربطها بنظرية مثلث الحب:
تركزت جوانب القصور في بحث السيد رؤول في:
- غياب ملخص ولو قصير جدًا للرواية في بحثه، وهو ما يجعل قارئ البحث غير قادر على فهم ما يتحدث عنه البحث بشكل جيد، وبالتالي فإن لجنة تقييم البحث ومناقشته لن تكون قادرة على فهم ما يرمي إليه الكاتب.
- التكرار الذي ملأ مساحات كثيرة من البحث، شمل هذا التكرار شرح نظرية مثلث الحب، تكرار العبارات بطريقة قد تشوش على القارئ ولا تقدم إضافات جديدة له، فالتكرار مطلوب أحيانًا للتذكير، إعادة الهيكلة، ضبط المسار، أو التعزيز، لكن التكرار المقصود هنا كان أبعد ما يكون عن ذلك، حتى أنه شمل تكرار أسماء مؤلفي الرواية في كل موضع بطريقة مزعجة ومشتتة للقارئ، فما إن يذكر الباحث اسم الرواية حتى يتبعها بجملة لسحر خواتمي وهبة أعرابي، والمعروف أن هذه المعلومة قد تم تأكيدها في عنوان البحث ومقدمته، إذن تكرارها على هذا النحو خالٍ من المعنى ومجرد من الهدف.
- ضعف اللغة: البحث مقدم من قسم اللغة العربية وآدابها في كلية العلوم الإنسانية بجامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية في مالانج، ومالانج هي ثاني أكبر مدن محافظة شرق جاوة الإندونيسية، ورغم تخصص القسم وارتباطه باللغة العربية إلا أن البحث غني بأخطاء اللغة من ناحية، وقاصر في مناقشة لغة الرواية من جهة أخرى، يمكننا أن نعزو ذلك ولو قليلًا ملتمسين العذر للباحث ومقدرين جهوده في كون أندونيسيا ليست دولة ناطقة بالعربية من الأساس، وأن العربية بحد ذاتها صعبة المنال.
- عدم شمولية البحث وسطحية قراءة القصة، لقد عالج البحث علاقة شخصيتين في القصة اعتبرهما الأبطال وهم كذلك فعلًا، لكنه أغفل أن القصة تدور حول ثلاثة أبطال وليس اثنين، وأن ثمة بطل يشترك في قصتي حب لا واحدة، إذن معالجة قصة واحدة والسكوت عن الأخرى يعتبر قصورًا في الروية، خاصة وأن القصة الثانية قد وضعت لتثري القصة الأولى وتفسر الكثير من خلفيات الأبطال وطريقة تفاعلهم.
تحليل رواية ساي
الملامح الأساسية للرواية
تدور أحداث رواية ساي في اليابان، البعد الزمني فيها غير واضح، الأبطال يابانيون وجميعهم أكاديمون، مع ذلك يمكن تعميم تجربة الأبطال لتكون تجارب إنسانية غير مرتبطة بعرق أو مهنة.
تغطي الأحداث فترة زمنية طويلة نسبيًا تقارب 25 سنة بوتيرة سريعة، وتستخدم تقنية السرد المصاحب، ويقوم بالرواية فيها ثلاثة شخصيات رئيسية هم: ساي، هاروك، هاك، ولا تسمع أي أصوات أخرى في الرواية.
الشخصيات الرئيسية في رواية ساي
الشخصيات محدودة وجميعهم أبطال، حيث غابت تمامًا الشخصيات المساعدة مثل مساعد البطل، أمين السر، والمعلم، أدى ذلك إلى تسطيح الرواية نوعًا ما، ومع ذلك يمكن القول بأن الرواية ليست سيئة، وتركيزها على الشخصيات الأساسية لم يفقدها القدرة على التعبير عن الرسالة، وإن كان أفقدها الديناميكية أحيانًا، وجعلها منغلقة على نفسها، وأظهر الأبطال كشخصيات معزولة اجتماعيًا.
ساي
طبيبة نفسية، هي الابنة الوحيدة لوالديها، تعاني أسرتها من تفشي مرض السرطان في سيدات العائلة مما خلق لديها مشاعر خوف مبكرة.
شخصية مرحة وطفولية وغير منظمة، عاطفية جدًا وأحيانًا تصل حد الأنانية في النيل والابتزاز العاطفي، تعاني من ازدواجية بين شخصيتها الإيجابية في عملها، وبين سلبيتها في إدارة حياتها الخاصة، نواياها بالمجمل طيبة لكنها قد تسيء التصرف.
هاك
طبيب نفسي، وهو زميل ساي وحبها الأول، وهي بالنسبة له حبه الأول أيضًا، شخصية منظمة، عملية، ومنطقية، تزوج هاك من ساي وكان هو صاحب أول صدمة عاطفية في حياتها.
هيروكي
بروفيسور في الخمسين من عمره، عملي، منظم، واثق من نفسه، لم يتذوق حلاوة الحب ولا مرة رغم عمره، ليست له زوجة، علاقاته الاجتماعية محدودة، لكنه محبوب في إطار العمل، يدير مركزًا للأبحاث، وهو شخصية ناجحة وثرية.
ملخص الحبكة في رواية ساي
لا يسير السرد في الرواية من البداية للنهاية في خط مستقيم، واختار لها مؤلفها أن تبدأ من المنتصف، ثم تتقدم للأمام، ثم تعود سنينًا للخلف، لتعود مرة أخرى للأمام حتى النهاية، لكن الأفضل لنا هنا أن نعيد سردها باختصار وفق الخط الزمني الحقيقي للأحداث:
تعرفت ساي على هاك في الجامعة، وهما زميلان في كلية الطب، أوقد الاختلاف بينهما شرارة الحب الأول، واندفع الاثنان تجاه بعضهما في علاقة عاطفية استمرت عدة سنوات وتكللت بالزواج بعد التخرج.
عاشا معًا خمس سنوات دون خلافات تذكر، رغم وجود ملاحظات دائمة من هاك على ساي، هو يراها غير ناضجة وغير مسؤولة، ورغم ذلك ظل الحب والشغف مشتعلًا بينهما.
في السنة السادسة من زواجهما أرادت ساي التراجع عن قرار تأجيل الإنجاب، وطالبت هاك بالمضي قدمًا معها ليكونا أمًا وأبًا، لكن هاك رفض الفكرة مدعيًا بأن ساي لن تكون قادرة على رعاية الطفل وهي بالكاد ترعى نفسها وتحتاج لمن يرعاها، مع ذلك أرقت الفكرة هاك ووصل لحد الرغبة في أن يكون أبًا، أراد طفلًا لا تربيه ساي وهنا بدأت العلاقة تتصدع.
قرر هاك واختار الخروج من الأزمة، وأخبر ساي برغبته في الانفصال بطريقة حازمة، وانفصلا بالفعل، تزوج هاك بعدها بفترة قصيرة من امرأة تشبهه في الطباع لكنه فشل في أن يحبها، زوجته لم تتحمل هذا الحب البارد واختارت الطلاق وتركته وراءها بلا طفل منها.
أما ساي فقد حزنت على هاك، ومنت نفسها برجوعه طويلًا لكن دون فائدة، انقطع أملها حين رأته مع زوجته، وكحيلة دفاعية قررت أن تبعد نفسها عن العلاقات العاطفية تمامًا، وأن تعيش بمفردها.
جمعت الظروف ساي بهيروكي، وجاءت إلى مركزه للعمل فيه، اصطدم بها هيروكي وأزعجته طباعها، لكن الاختلاف لعب دوره للمرة الثانية، وبدأ هيروكي يخرج من حياته المنظمة ويقع في فوضى الاهتمام والترقب، حتى سقط أخيرًا في حب ساي، لكنه أراد أن يتخذ خطوة جدية فصارحها بمشاعرها، رفضته ساي مرارًا، وكرر هو محاولاته حتى استجابت هي في النهاية، وتزوجا.
كانت حياة ساي مع هيروكي هادئة لولا منغصين: الأول ظهور هاك مجددًا، والثاني رغبة ساي في الإنجاب.
عاد هاك للظهور في حياة ساي راغبًا الاعتذار الحقيقي منها، وشاعرًا بأنها حبه الذي لا يستطيع الفكاك منه، وكانت إصابة هاك بالسرطان محفزًا له للذهاب إليها رغم علمه بزواجها وسعادتها مع زوجها، ساي تعاطفت مع ألم هاك، لكن الأخبار التي بلغت هيروكي أشعرته بالخطر، وبأن ساي ربما تفكر مليًا بالتخلي عنه والعودة لطليقها، اختار هيروكي الانسحاب من حياة ساي، لكنها اتخذت موقفًا شجاعًا للحفاظ عليه وتأكيد حبها له.
لكن تزايد رغبة ساي في الإنجاب وهي سيدة أربعينية قوبلت بالرفض من هيروكي خوفًا عليها وليس خوفًا من عدم قدرتها على تحمل المسؤولية، لكن ساي لم تتفهم دوافع هيروكي ومضت في خطتها متجاهلة شعوره، وقع ما أرادت ساي أخيرًا، تأكد حملها فاصطدمت بزوجها الذي لم يبارك الحدث، ولكن مخاوف هيروكي تحققت بالفعل، أصيبت ساي بنزيف حاد مرتين، وانتهى الأمر بإجهاض حتمي واستئصال للرحم لإنقاذ الأم.
أدى الموقف الأخير لتدمير علاقة ساي بهيروكي، عانت ساي من الاكتئاب، وحمَّلت هيروكي الذنب، ولم تكترث لحزنه معها، وإنما اعتبرت ما حدث لها كان بمباركة منه، لهذا انعزلت في شقتها القديمة وهجرت بيته، ظل هو يعتني بها عامًا كاملًا حتى انفجرت الأوضاع وقرر هيروكي الانسحاب من حياة ساي.
غاب هيروك لأكثر من شهر فبدأت ساي بالاستفاقة والبحث عنه، في النهاية عادت هي لبيت الزوجية باحثة عن الأمان الذي افتقدته ومؤكدة حبها لهيروكي حتى بدون طفل يحقق أمنيتها الكبيرة.
مثلث الحب في رواية ساي
يطلق مثلث الحب دراميًا على العلاقات العاطفية التي تتضمن ثلاثة أطراف، اثنان يتنافسان على واحد، وفي رواية ساي يمكننا أن نرى مثلث درامي بالفعل يضم ساي ،هاك، وهيروكي، ويمكننا أيضًا أن نرى مثلثين آخرين بالمعنى النفسي لمثلث الحب، فنرى مثلث حب ساي مع هاك، ومثلث حب ساي مع هيروكي.
عنصر مشترك
مثلت ساي العنصر المشترك في المثلثات جميعها، لكن ساي لم تظل كما هي طوال الرواية، إنها تمثل زمنين شديدي الاختلاف: المراهقة والنضج، وتعبر عن شكلين من أشهر وأهم أشكال الحب وهما: الحب الأول والحب الناضج.
أما عن هاك وهيروكي فيكاد الاثنان أن يكونا شخصية واحدة في شبابها ونضجها، أو مسارين بديلين لشخص واحد.
مثلث حب ساي وهاك
مثل حب ساي وهاك الحب الرومانسي الأحمر المائل للبنفسجية أو الهوسية، حب يغمره الشغف، فيه حميمية قليلة جدًا، لكن فيه قدر لا بأس به من الالتزام، إنه حب مراهقة، حب أول يكتشفه القلب لأول مرة، لذا هو متفجر بالشغف، واختلاف شخصيتي ساي وهاك ساعد هذا الشغف على الاشتعال سريعًا، كل ما هو غير مألوف في هذا النوع من الحب مثير وجذاب، هاك يقول بأن ساي طفلة وهو ناضج، لكن طفولتها كانت تنعش روحه، وساي ترى نفسها فوضوية وهشة وهاك قوي ومتزن لذا فهو مصدر أمان عاطفي مذهل بالنسبة لها، وشخصية هاك المنضبطة كانت آسرة بالنسبة لها لدرجة أن وصفته بالأمير، بل إن ساي استبعدت من الأساس أن تتمكن شخصيتها من لفت انتباه هاك، وبالتالي حين أعلن لها هاك عن حبه تذوقت هي لذة لم تكن تعرفها من قبل، لذة القبول والحب، ولهذا نالت ساي من حب هاك بأكثر مما أعطته.
أشارت الرواية لعدة مواقف توضح توجه ساي لنيل الحب والاستمتاع به بدلًا من العطاء بوعي، فساي لم تقدم هدية واحدة لهاك، ساي لم تتعلم الطبخ طوال خمس سنوات زواج ولم يعنها بشيء أن تعد وجبة لزوجها ولو بدافع الحب، حين أخبر هاك ساي بقرار الانفصال قاومت نفسها كي لا تبكي أمامه وهو السلوك الذي كان يزعجه ويشعره بالابتزاز العاطفي، لكن بعد مغادرته ظلت تأمل عودته وكأنها واثقة بأنه لن يتخلى عنها، عاد هاك فعلًا ليستعيد محفظته التي نسيها في عيادتها وتظاهرت هي بالنوم بدلًا من مواجهته، لكنه استعاد محفظته ومضى تاركًا ساي تنتظر للأبد، أرادت ساي استرجاع هاك لكن لم تفكر بخطة إيجابية واحدة، كانت تفكر بزيارته، استدرار عواطفه، انتظاره، لكنها لم تفكر بتقويم أخطاءها هي، أو العزم على تقديم وعود حقيقية للشريك الذي تريد الاحتفاظ به.
خرجت ساي من علاقتها بهاك بهوس أشد من هوس دخولها، لقد علقت في الشغف طويلًا، وكان حرمانها منه يزيد من تعلقها به، ظل هاك حاضرًا في عقل ساي لعشر سنوات حتى تمكن هيروكي من إزاحته لاحقًا بجهد كبير، أشبع جهد هيروكي لدى ساي الشعور بأنها مرغوبة، محور اهتمام رجل، لقد اختبرت صبر هيروكي كثيرًا، صدمت مشاعره مدعية أنها قد قررت هجر الحب، وأن الارتباط بها يسبب لغيرها الألم والكثير من الادعاءات التي أوهمت نفسها بها، لكن ساي في حقيقتها لم تكن قد وجدت الشغف الذي تبحث عنه، الشغف الذي يجعل رجلًا آخر يقف مكان هاك ويتفوق عليه.
في المقابل خرج هاك من تجربة الحب الرومانسي بقناعة جديدة: لا شيء أفضل من الحب البراجماتي العملي الأخضر، حميمة مع التزام، لذا بحث هاك عن فتاة تشبهه في طباعه وقيمه ووجدها فعلًا، لكن هاك لم يتمكن من حبها، لم تشعل هي شغفه، والأقرب للحقيقة أنه هو من لم يحاول اكتشافها بنفسه، لقد خاف هاك من الشغف الذي ورطه بساي قبلًا، وبقدر تطرفه في شغفه بساي كان تطرفه في الحب العملي مع زوجته الجديدة.
بعد انفصال هاك للمرة الأخرى وقع في دوامة الحيرة، وعاد لنقطة الصفر، إنه يريد الشغف، لكن شغفه الآن معلق بامرأة لا يمكنه نيلها، وهو في منتصف العمر، وربما عانى هاك من أزمة منتصف العمر فعلًا، ولكنه سيظل عالقًا بها للأبد طالما هو عالق بشغف امرأة مستحيلة.
مثلث حب ساي وهيروكي
إن الفارق الجوهري بين مثلث ساي مع هاك ومثلث ساي مع هيروكي هو عدم تكافؤ الفرص، فساي وهاك كانا في عمر واحد، لم يختبرا الحب من قبل، بينهما قاسم مشترك وهو مجال الدراسة، أما ساي وهيروكي فبينهما فارق عمري يقدر بعشر سنوات، ساي كالورقة التي خط عليها من قبل جراء قصة حب وزواج فاشل، أما هيروكي فصفحته ناصعة البياض، هيروكي كان حب ثاني لساي، وهي كانت له حب أول، كما أن المساحة المشتركة بين هيروكي وساي كانت اختيارية وليست إجبارية كالجامعة في حالتها مع هاك، هيروكي يدير مركز أبحاث وهي تعمل فيه، ليست ملزمة بالحضور الشخصي، يمكنها العمل عن بعد، يمكنها الاستقالة، ويمكنه هو أيضًا فصلها إن أراد، وهنا يأتي دور الإرادة لتغيير الكثير من معطيات القصة.
مثلث حب ساي وهيروكي لو نظرنا له من طرف ساي فهو حب صداقي أصفر مبني على الحميمية، ثم بصيص من حمرة الشغف وزرقة الالتزام، ثم الكثير من الحمرة، وأخيرًا الالتزام الكامل، لكن هذا الطيف اللوني عاد للتغير بعد أزمة الإنجاب، إذ تراجعت صفرة الحميمية والصداقة، انطفأ الشغف، وبقي الالتزام برزقته وبرودته، لقد وصل حب ساي وهيروكي في نهاية المطاف لحب سخيف وفارغ.
أما لو نظرنا له بعين هيروكي فهو قد بدأ حب أحمر رومانسي، الكثير من الشغف والاهتمام، ثم لمسة حميمية، ثم لمسة التزام، ثم الكثير من الحميمية والأكثر من الشغف، وأخيرًا ذروة الالتزام، لهذا انتهى حب وردي وليس أحمر، لكن مع تفاقم الأزمة وصل أيضًا للحب الأزرق السخيف والفارغ لولا قرار ساي بالرجوع أخيرًا.
هذا التدرج اللوني أظهر ديناميكية الحب الذي لا يثبت على حال، كما أن تجارب المرء السابقة وإسقاطاته تتدخل في تضخيم أو تحجيم بعض مكونات الحب بشكل استباقي.
جوانب الضعف في رواية ساي
- محدودية الشخصيات: كما ذكرنا سابقًا كانت تلك أهم ملامح القصور في مبنى الرواية، إذ كان من الممكن زيادة الإشباع والتنويع في الرواية لو دخلتها شخصيات أخرى مساعدة.
- الحوار الخطابي: غلب الطابع الخطابي على الكثير من حوارات ساي وهيروكي، جمل طويلة، استرسال، مبالغة أحيانًا.
- النغمة الواحدة: رغم وجود ثلاث رواة للقصة إلا أن القارئ لا يشعر باختلاف هيروكي عن ساي عن هاك، الكل يروي بالطريقة ذاتها، يستخدم المفدرات نفسها.
- كما أن الحوار في الرواية محدود، والسرد هو الغالب عليها.
مع ذلك تبقى رواية ساي جميلة، مؤثرة، وناجحة في التصوير.
أضف المنشور للمفضلة
اشترك في مدونة نسمة السيد ممدوح
كن أول من يقرأ جديد المقالات والقصص والمراجعات
تعليقات القراء
رد واحد على “مراجعة رواية ساي لسحر خواتمي وهبة أعرابي”
-
مراجعة جميلة وقيمة، سلمت يداكِ ولنا حديث مفصّل إن شاء الله
تحياتي
سحر
أحدث المنشورات
سلسلة فيء الغمام لسحر خواتمي وهبة أعرابي
بداخل كل منَّا جمانة عليه أن يكتشفها ويحفظها، وجميعنا بحاجة لسلام يريح نفوسنا، وجود في عواطفنا، وكلنا نحلم بزينة تجمل…
في ظلال الفصحى
هل تساءلت يومًا عن الفرق بين منشور طويل على منصات التواصل الاجتماعي وبين كتاب تقرؤه؟ لقد تغير الواقع كثيرًا، وأسئلة…
أنا لا أخشى جحر الثعبان
مضت سنوات جاوزت العشر على مقال كتبته ونشرته على موقع مصراوي، حين قرأ أبي المقال قال لي: “لقد وضعتِ يدكِ…
نحن فنانون وأدباء ولسنا تجارًا
تلعب المسابقات دورًا هامًا في شحذ المهارات والقدرات واكتشاف المواهب، وتشبع كلًا من المتسابقين والجمهور نفسيًا، إنها تجربة فريدة تحمل…
مراجعة رواية “الشلال” للكاتب أحمد دعدوش

نسمة السيد ممدوح
كاتبة ومذيعة مصرية من مواليد 1986، حاصلة على ليسانس الآداب قسم الإعلام – إذاعة وتلفزيون عام 2008.
اترك تعليقاً