أنيمي ساندي بيل (مراجعة)

 أنيمي ساندي بيل (مراجعة)

0
(0)

ساندي بيل أو  Hello Sandybell أنيمي ياباني عُرض كمسلسل مكون من 47 حلقة من إنتاج شركة توي أنيماشن عام 1981 وتمت دبلجته في لبنان بعدها بقليل، يعتبر ساندي بيل من المسلسلات العائلية والخفيفة، مُصنف باعتباره كوميديا، دراما ومغامرات، وهو من كتابة السيد هيروشي شيدرا.

يحسن بنا أن نقسم مراجعة أنيمي ساندي بيل لعدة نقاط على النحو التالي:

ملخص قصة أنيمي ساندي بيل

تدور الأحداث حول الفتاة الاسكتلندية ساندي بيل التي تبلغ من العمر ما يقارب 14 عامًا، ويعرض حياتها حتى بلغت السادسة عشرة من عمرها، تعيش ساندي في بداية القصة مع والدها السيد كريستي الذي كان يعمل معلمًا، لم ترَ ساندي والدتها ونشأت يتيمة الأم، تتمتع بشخصية مرحة ومشاغبة نوعًا، محبوبة من قبل أصدقائها، وتحظي بحنان السيد والسيدة سكوت وهما من أقرب الجيران لها، تربي كلبًا هو أوليفر، تتعرف ساندي مصادفة على الكونتيسة ولينجتون وترتبط بها عاطفيًا، ثم يجمعها القدر بابن السيدة ولينتجتون وهو مارك ولينتجتون الذي يكبر ساندي بسنوات، مارك شغوف بالرسم وهو ما أثار إعجاب ساندي به، نشات صداقة سريعة وانجذاب عاطفي بين ساندي ومارك، في الوقت ذاته كان مارك محط إعجاب الآنسة كيتي شرر ابنة الرجل الثري المتسلق الذي يطمح لمصاهرة عائلة ولينجتون رغم تدهور وضعها المادي، تصارع كيتي لنيل حب مارك، وفي تلك الأثناء تموت السيدة ولينجتون مع زوجها في حادث ويستغل والد كيتي الفرصة ليضغط على مارك لقبول خطبة ابنته مقابل الحفاظ على مركز عائلة ولينجتون.

يصاب والد ساندي بأزمة قلبية ويقيم في المستشفى لعدة أيام، وفي الوقت ذاته يهرب مارك من حفلة الخطوبة ويترك لساندي خطابًا يعلمها فيه بأنه قد قرر تعلم فن الرسم وأنه لن يعود إليها إلا بعد أن يحقق هدفه ويصبح فنانًا مشهورًا، يموت السيد كريستي بعد تدهور صحته ليلة رأس السنة بعد أن يعترف لساندي بأنه ليس والدها الحقيقي، ويترك لها تذكارًا من أمها التي لا يعرفها وهو قرط عليه زهرة النرجس البيضاء، فتصبح ساندي وحيدة بلا أب أو حبيب، ولا يتبقى لها سوى صداقتها مع السيد الشاب إدوارد الذي جمعها به القدر في المشفى حيث كان والدها يتلقى العلاج.

تنتقل ساندي إلى لندن للعيش مع السيد لونوود صديق والدها، وهو الأمر الذي أوصاها به السيد كريستي قبل وفاته وشجعها السيد إدوارد على إتمامه، تعامل معاملة حسنة من قبل السيد لونوود على خلاف ما تلقاه من معاملة قاسية من زوجته السيد أونور وابنتها إيفا.

تعرف ساندي مصادفة المزيد من المعلومات عن أمها، حيث تستمع دون قصد لحديث السيد لونوود لزوجته وهو يروي لها ما حدث منذ سنوات، فيظهر بأن ساندي قد نجت من حادثة غرق مروعة راحت أمها ضحيتها، وأن السيد كريستي وصديقه لونوود كانا على متن السفينة الغارقة، استطاع كريستي إنقاذ الصغيرة وقرر تربيتها بعد أن فقد الأمل في الوصول لأي معلومات تقود لأمها أو أبيها، خاصة بعد أن أوصله البحث لكون الأم قد صعدت للباخرة باسم غير حقيقي، يخسر السيد كريستي خطيبته بسبب هذا القرار، ويكمل مشواره كأب وحيد ويتفرغ لتربية ساندي كابنة من صلبه، ويحتفظ لساندي بالذكرى الوحيدة التي تربطها بأمها وهي قرط النرجس الذي وجد في كفها الصغيرة ليلة الحادث المشؤوم.

السيد لونوود هو مالك لوكالة لونوود الصحفية، رجل مهووس بالصحافة ويجاهد لرفع اسم مؤسسته، تنجذب إليه ساندي وتنضم إلى مؤسسته وتصبح مراسلة صحفية لمؤسسة لونوود، فيمنحها السيد لونوود سيارته التي استغرق السنوات في تجهيزها لتصبح لها، تصادق ساندي طفلًا يتيمًا هو ريكي وتنطلق معه في سيارة لونوود المجهزة للسفر والترحال لجمع الأخبار في إنجلترا وخارجها، وتحاول الاستفادة من عملها وإمكانياتها الحالية لمعرفة مصير أمها.

في مشوارها الصحفي تتعرف ساندي على أليك، وهو مراسل صحفي مستقل يعمل لحسابه الخاص وبأسلوبه الذي ينطوي على الكثير من الغرابة، كما تفاجأ بأن الآنسة كيتي قد قررت منافستها؛ ليس في حب مارك فقط؛ ولكن في الحقل الصحفي كذلك، حيث تستخدم كيتي نفوذ والدها وتصبح مراسلة صحفية هي الأخرى في إحدى الصحف المشهورة في لندن، ويرافق كيتي مصورها الصحفي سكابان.

يجمع القدر ساندي وكيتي وسكابان وأليك بكثرة، ويخوضون الكثير من المغامرات، ويبدو أن مارك يسير دومًا على خط موازٍ لهم ولا يجمعهم القدر به سوى في نقطة متقدمة من القصة.

يشعر ريكي بمشاعر أليك تجاه ساندي ويستاء منها، ويعبر أليك عن أن ما يعنيه هو ماذا ستشعر به ساندي تجاهه يومًا ما، ويعبر عن استيائه من مارك، ويحاول بالفعل الحيلولة دون لقاء ساندي بمارك، لكن موقف أليك يتغير فيما بعد، فينجذب لكيتي شرر، ويصارحها بأن حبه لساندي نابع من أن له شقيقة لو كانت حية الآن لكانت بعمر ساندي، ثم يلتقي بمارك ويحاول مساعدته وتبصيره، وبالفعل ينجح أليك في خطته ويواجه مارك كيتي وعائلتها في قصر السيد شرر ويعلن فسخه لخطبته لكيتي ويصبح حرًا ويحاول الوصول لساندي، في حين يبدأ أليك بالتقرب لكيتي، يعرض والد كيتي على أليك أن يصبح المسؤول عن إدارة أعماله وثروته فيرفض متذرعًا بطموحه في أن يصبح مراسلًا صحفيًا مرموقًا، وعلى الرغم من ذلك يصرح السيد شرر لزوجته بأن أليك سيعود ويقبل هذا العرض يومًا ما، وأنه واثق من أن طموحه لن يتوقف عند كونه مراسلًا صحفيًا.

تقع سلسلة من الأحداث وتتورط ساندي مع العصابات، وتصلها أخبار من هنا وهناك تقودها للوصول لأمها في نهاية المطاف، وتكتشف كذلك أن أمها هي شقيقة السيد إدوارد، وبهذا يصبح إدوار الصديق الحنون هو خال ساندي بالفعل، على الجهة الأخرى ينجح مارك في تحقيق حلمه ويفور بجائزة للرسم للرسامين المبتدئين ويعود للحياة بقرب ساندي كما كان يتمنى، وتعود ساندي مع والدتها إلى بيتها الأول في اسكتلندا حيث كانت تعيش مع السيد كريستي، أما عن كيتي وأليك فتصدق نبوءة السيد شرر، فيخطب أليك كيتي ويتولى بالفعل إدارة أعمال والدها، وفي المقابل تعيد كيتي لمارك قصر أسرة ولنجتون – الي اشتراه والدها وقت إفلاس العائلة كورقة ضغط – وهي تهنئه على تحقيقه لحلمه، وتنتهي القصة نهاية سعيدة.

الطابع العام لأنيمي ساندي بيل

يغلب على ساندي بيل الطابع الخفيف والمشرق Light & Bright، ويظهر ذلك جليًا في أسلوب الرسم، الموسيقى التصويرية، تجاوز الأحداث المؤلمة، تركيبة الشخصيات، بساطة الحبكات، سطحية المعالجة الدرامية.

الحبكات الدرامية المستخدمو في أنيمي ساندي بيل

تنقسم الحبكات الدرامية في العمل لقسمين:

  • حبكات أساسية تصب في الخط الرئيسي للقصة.
  • حبكات فرعية في كل حلقة على حدة.

الحبكات الأساسية

  • حبكة الفتاة اليتيمة التي تفاجأ بيتمها ونسبها المجهول وتسعى لكشف السر.
  • حبكة التقاء فتاة بشاب فيغير حياتها.
  • حبكة الفتاة الفقيرة مقابل الفتاة الغنية.

الحبكات الفرعية

وتلك كانت كثيرة بكثرة الحلقات، ما يعيبها حقًا هو أنها لا تصب بناء الشخصيات وتطويرها، إلى جانب ضعف معالجتها، ومن هذه الحبكات:

  • حبكة الأب القاسي الذي يؤمن بالفروق الطبقية ويعنف ابنته على ارتباطها بشاب غني.
  • حبكة الأب المريض.
  • حبكة موت الأب في ليلة رأس السنة وفي وقت الأعياد.
  • حيكة الحب من طرف واحد (حب كيتي لمارك)
  • حبكة الابن الثري الذي يحاول الهرب من ثرائه لتحقيق حلمه وكسر القيود التي تحيط به.
  • حبكة اليتم (تم استخدامها بإسراف في العمل).
  • حبكة زوجة الأب الشريرة (السيدة أونور وابنتها إيفا).
  • حبكة الحب المسموم (حب شارل لساندي وهو صديق قديم كان يعبر عن حبه بالإيذاء)
  • حبكة الكلب الوفي.
  • حبكة الأب المدمن للمخدرات والعنف الأسري (والد أليك).
  • حبكة العشق وهروب الفتاة مع حبيبها رغم رفض العائلة (والدة ساندي السيدة ليندا شقيقة إدوارد).

هذه أمثلة للحبكات وليس كلها بالطبع.

الشخصيات في أنيمي ساندي بيل

ساندي بيل

فتاة يتيمة مراهقة، مرحة ومشاغبة، لا يظهر أن لها هوايات، عاطفية، حنونة، سلبية في الكثير من الأحيان وينطبق عليها الاستعارة الدرامية الشهيرة “صبية في محنة” رغم محاولة القصة إظهار العكس، متسامحة حتى في حقوقها.

مارك ولنجتون

شاب من عائلة ثرية، مولع بالرسم، منطوٍ على نفسه، يحاول حل مشاكله بالهرب، ليس جيدًا في المواجهة، فكره غير متجدد ويتطور بصعوبة، يتحول في الحلقات الأخيرة لشخصية إيجابية، يستخدم قبضتيه لأول مرة، يواجه بدلًا من الهرب.

كيتي شرر

ابنة عائلة ثرية، ابنة وحيدة ومدللة إلى حد كبير، تستعمل نفوذ والدها لحل كل مشاكلها، تقايض الناس بالمال وتتبع مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”، تحب مارك بجنون وتطمح لمصاهرة أسرة ولينجتون وتبذل ما وسعها لأجل ذلك، تكره ساندي وتعتبرها منافستها نظرًا لحب مارك لساندي وتفضيله لها، تقبل خطبة مارك رغم علمها بأنه لا يبادلها المشاعر، تقع تدريجيًا ودون أن تشعر في حب أليك الذي يعاملها بطريقة مختلفة عن مارك ويبدو كند لها، ويتمتع إجمالًا بصفات شخصية مخالفة تمامًا لشخصية مارك.

السيد كريستي

معلم فاضل ذو شخصية قوية وخلوقة، وهو الرجل الذي تعهد بتربية ساندي واستطاع أن يخفي عنها حقيقة جهله بنسبها وبمصير أمها لأكثر من عشر سنوات، حتى اضطر أن يبوح لها بالحقيقة قبل موته، كان يبدي لساندي القسوة في بعض الأحيان رغم حبه الشديد لها، ويظهر من الأحداث أن قسوته نابعة من حبه وخوفه المفرط عليها.

السيد لونوود

صديق قديم للسيد كريستي، صحفي مهووس بالصحافة، يعيش في لندن، عملي وعاطفي في الوقت ذاته، شديد الطموح، وسلبي إلى حد كبير في التعامل مع زوجته.

السيدة أونور

زوجة لونوود، امرأة متوسطة العمر، لها ابنة واحدة هي إيفا، ناقمة على ضيق المعيشة ولها أحلام وتطلعات مادية كثيرة، تعاني من الوحدة وتفشل في التعبير عن مشاعرها وتختار الجمود والقسوة كغطاء لمشاعرها الفياضة، شكاكة إلى حد ما وقد توهمت بأن قبول زوجها بساندي في بيته وعطفه عليها نابع عن سر يخفيه عنها، وظنت بأن ساندي قد تكون ابنته هو في الأساس، تغيرت السيدة أونور في معاملتها لساندي وتعلقت بها تدريجيًاا فكشفت عن معدنها الحقيقي، وأنها صاحبة قلب يفيض بالطيبة والحنان.

ريكي

طفل يتيم تعرفت إليه ساندي فور وصولها إلى لندن، شقي ومشاغب لكنه عاطفي وخدوم لأقصى حد ممكن.

أليك

شاب غريب الأطوار، متسلق إلى حد كبير، يعتمد مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”، قيمه الأخلاقية غريبة إلى حد كبير، ظهر كبطل مُخَلِّص في القصة، لعب هذا الدور مع ساندي وكيتي، في حين لعبت الفتاتين دور الصبية التي تقع في المحنة مرة تلو الأخرى، والد أليك كان مدمنًا للمخدرات وكان يمارس العنف الأسري تجاه أليك ووالدته، كما كان لأليك شقيقة وماتت دون سبب معروف في القصة، عانى في طفولته وشبابه من الفقر وقرر مقاومته، تأذى من كيتي شرر التي نالت الوظيفة التي كان يحلم بها فقط لأن والدها صاحب ثروة ونفوذ، لكنه تمكن في نهاية القصة من أن يصبح زوجًا لها ومسؤولًا عن ثروة العائلة.

إدوارد

رجل شاب اسكتلندي الأصل، عصبي المزاج وطموح للحرية، ذو عاطفة جياشة، يظهر دومًا في الأوقات الصعبة وحيث تكون ساندي وحيدة وبحاجة إليه، لعب دورًا هامًا في وصول ساندي لأمها، حيث كان يبحث هو الآخر عن شقيقته التي ظهر أنها والده ساندي بالفعل.

النقد الفني لأنيمي ساندي بيل

توزيع الأدوار على الشخصيات

البطل الأساسس

ساندي بيل هي البطل الأساسي في القصة، إلا أنها بطل سلبي تأتي معظم تصرفاته كردود أفعال، كما تأتي نجاحاته محض صدف.

يمكن القول بأن ساندي كبطل أساسي كان لها هدفان كلاهما لم يعالج بشكل جيد للأسف: البحث عن أمها، والبحث عن مارك.

الهدف الدرامي الرئيسي لساندي حسب الخط الأساسي للقصة هو العثور على والدتها ومعرفة مصيرها وماذا إذا كانت حية أم لا، لكن العقبات التي واجهت ساندي لتحقيق هذا الهدف كانت عشوائية في ثلثي القصة، أصبحت العقبات وطبيعة الصراع الدرامي أفضل في الحلقات العشر الأخيرة عنها فيما سبقها بكثير.

من أمثلة العقبات الغير مبررة دراميًا علاقة ساندي بيل بمارك، علاقة الثنائي أساسًا لا ترتبط بالهدف الأساسي للقصة لا من قريب أو بعيد وإنما تخلق هدفًا ثانويًا أقل أهمية وإقناعًا، فعلاقة ساندي بمارك لم تطورها دراميًا إلا لتغدو مراسلة صحفية معتمدة على أن مارك يسعى لتحقيق طموحه وأن عليها أن تفعل مثله، وساندي من جهة أخرى لم تحاول أن تصبح مراسلة صحفية لرغبتها في تحقيق هدفها الأساسي وهو الكشف عن الحقيقة؛ وإنما هي صارت مراسلة صحفية شغفًا منها بالصحافة من جهة، ولإيجاد حل لمشكلة إيفا من جهة (رفضت السيدة أونور طلب إيفا بالالتحاق بإحدى المدارس ذات السمعة الجيدة والمصاريف الدراسية العالية لتغدو طبيبة، وكان سبب رفضها هو أن الوضع المادي للأسرة لا يسمح بإلحاق كلًا من إيفا وساندي بالمدرسة ذاتها وهو ما اعتبرته السيدة أونور شرطًا لالتحاق إيفا بالمدرسة خوفًا مما سيلحقه الناس بهم من اتهامات بحق الفتاة اليتيمة ساندي)، ومن جهة ثالثة لإيجاد فرصة للبحث عن مارك، وأخيرًا البحث عن والدتها، لذا لم يكن عملها بالصحافة قويًا دراميًا أو كافيًا.

في مشوارها الصحفي ظهرت كيتي كعقبة في طريقها، دافع كيتي كان المنافسة على قلب مارك، يمكن أن نتصور أن السيناريو أراد خلق قصة مارك لخلق كيتي فقط، محتمل لكنن مع ذلك لم يأتِ ذلك على النحو الجيد لكون علاقة ساندي بمارك لم تعالج دراميًا بعمق، ولا كان الهدف الدرامي لمارك مقنعًا، كما لم تتخذ ساندي تجاهه ردود فعل واضحة أو قوية كفاية، لقد كانت ساندي سلبية في علاقتها بمارك، هو يختار الاختفاء والابتعاد عنها وهي تتعرض لمضايقات كيتي وتبتلعها رغمًا عنها، وتتقبل موقف مارك وهروبه بألم، ثم يظهر مارك ويحاول مساعدتها أخيرًا ومع ذلك لا تظهر ساندي وهي تعاتبه أو تتحدث إليه بقوة أو تناقشه في قراره الغريب.

لعبت السيدة أونور وإيفا دورًا في خلق الصعوبات أمام ساندي كذلك، لكن هذه الصعوبات لم تكن تعوق هدف ساندي الأساسي.

أما عن العقبات التي كانت تتعرض لها في كل حلقة فلم تكن ذات علاقة أبدًا بهدفها الدرامي وإنما كانت تعوق عملها الصحفي لا أكثر.

استغرق فصل الافتتاح طويلًا وظهرت فيه شخصيات كثيرة، والكثير منها غير هام دراميًا ولم يلعب دورًا مهمًا كذلك، يمكن أن يكون السيد إدوارد، الآنسة كيتي، مارك، الكونتيسة ولينجتون والسيد كريستي هم المهمون والفاعلون في هذا الفصل فقط، أما شخصية كشارل او ماجي مثلًا أو السيد والسيدة سكوت فلم يكن دورهما قويًا ولم يستخدموا فيما بعد لخدمة القصة الأساسية.

البطل المضاد

لعبت شخصيات كثيرة دور البطل المضاد في القصة كل في مرحلة معينة ولإعاقة أهداف متنوعة مثل: كيتي شرر، شارل، السيدة أونور، إيفا، أليك، وشخصيات تظهر وتختفي في الحلقات.

المعلم

السيد إدوارد، السيد كريستي، السيد لونوود كلهم لعب دور المعلم في قصة ساندي بيل، جاء لونوود كخليفة لكريستي، وبقي إدوارد يظهر ويختفي مصادفة كلما احتاجت إليه ساندي.

مساعد البطل

ريكي وأليك يشتركان في كونهما مساعدا البطل، وأيضًا لونوود، ريكي هو الشخصية التي ينطبق عليها وصف مساعد البطل بقوة، كما أنه لعب دور أمين السر كذلك، اما أليك فقد لعب هذا الدور في وقت متاخر وانضم إليه مارك والسيد إدوارد كذلك.

شخصيات يصعب تصنيفها

أليك هو المعضلة في القصة، فهو ليس بطلًا أساسيًا أو مساعدًا أو أمين سر أو بطل مضاد، لقد لعب أليك الاأوار جميعها بعشوائية غريبة وغير مفهومة، ربما لو كانت القصة تدور حول أليك لكانت أعمق بكثير.

مارك يصعب وصفه دراميًا، فهو ليس بطلًا أساسيًا ولا مضادًا ولا مساعدًا للبطل ولا أمين سره إلا فيما ندر، وإذا تصورنا قصة منفصلة لمارك فسيبدو بطلًا أساسيًا سلبيًا كساندي، وتظهر ساندي كأمين سر ربما وكيتي بطل مضاد.

الإسراف في الحبكات

جمعت القصة كمًا كبيرًا من الحبكات الدرامية إن لم يكن كلها، جاء هذا الإسراف الدرامي دون معالجة عميقة للحبكات، حيث كان يتم ملء الفراغات بحبكات جديدة لا استكمالًا للحبكات التي بدأ نسجها بالفعل، كما غابت المبررات الدرامية والروابط بين الحبكات الفرعية والحبكة الأساسية والأمثلة كثيرة:

موت السيد كريستي مريضًا ليلة رأس السنة: هذه الحبكة لم تؤثر في شخصية ساندي مطلقًا ولم تطورها أو تجعلها أكثر صلابة، ولم تعاني ساندي جراء ذلك أو تحزن بالقدر الكافي، ولم يضف مرض كريستي شيئًا لعلاقة ساندي به قبل موته أو بعده، ولا بعلاقتها بمارك مثلًا، ولو أن السيد كريستي مات بهدوء على مقعدة لما تغير شيء في القصة مثلًا، ولو كان الهدف جمع ساندي بإدوارد لكان بإمكان السيناريست أن يكتب مشهدًا أجمل يجمع ساندي بإدوارد ويظهر فيه معدن ساندي وصفات إدوارد بعيدًا عن هذا الاستهلاك الدرامي، فلا فائدة أساسًا من كون إدوارد كان مصابًا وقت تعرف ساندي إليه، وحبكة إنقاذ ساندي له من الغرق لم تكن قوية كفاية وكان من الممكن استبعادها أو استبدالها بحادثة أفضل، كما أنها كانت تكرارًا لإنقاذ مارك لساندي حين وقعت في النهر.

حادثة موت السيد والسيد ولينتجتون:جاءت هذه الحادثة لتفرق بين ساندي ومارك، ثم تم التلويح لكونها مدبرة، ثم وردت إشارة لتورط عائلة شرر بالأمر، ثم تم إغلاق الملف للأبد، ماذا أضافت هذه الحبكة للقصة؟ هل غيرت شيئًا في مارك تجاه كيتي؟ هل كان مارك يحب كيتي ثم تغير شعوره بعد أن علم؟ هل علم من الأساس؟ هل كان المفترض إظهار عائلة شرر بأنها تستخدم الأساليب القذرة وكأنها إحدى العصابات؟ إذن لماذا لم يتبع السيد شرر تلك الأساليب لإنقاذ كيتي حين اختطفت فيما بعد؟ الحبكة غير مبررة ولا داعي لوجودها وإنما جاءت لملء فراغ لا أكثر.

حبكة شقيقة إدوارد: شقيقة إدوارد هي السيدة ليندا والده ساندي، كان إدوارد يبحث عن شقيقته، وكان هناك أكثر من قصة يمكن نسجها لغياب ليندا بالفعل، لكن ما الداعي لقصة العشق بين ليندا الإنجليزية والشاب الفرنسي والتي رفضها والدها وأيدها إدوارد؟ وما القيمة الدرامية التي أضافتها للقصة؟ ثم لماذا ركبت ليندا السفينة بجواز سفر مزور؟ ولماذا كانت عائدة لانجلترا؟ وكيف وصل جواز سفرها الحقيقي لإنجلترا ملوثًا بالوحل؟ وهل كانت لقصة الحب تلك أثرها على علاقة ساندي بمارك مثلًا؟

لو كانت القصة قد كُشفت قبل أن تجد ساندي مارك وقررت أن تبحث عنه على نحو جدي وأن تواجهه وترفض غيابه عنها فقط بتحقيق حلمه مبررة ذلك بأنها لا تريد ان تفقده وأن بإمكانها أن تكمل الطريق معه كما فعلت أمها لكان لقصة ليندا مبرر.

كان من الممكن أن تغرق السفينة بليندا وتفقد ذاكرتها ويفقد جواز سفرها ولا يوجد اسم ساندي في كشف المسافرين كونها لم تُسجل بعد وأن هذا سبب عودة أمها بها لانجلترا، هذه التفاصيل كانت كافية لتوصلنا لنفس النتيجة، لكن لماذا هذه الحبكات الزائدة عن الاحتياج؟

حبكة والد أليك: والد أليك الذي اتضح في إحدى الحلقات أنه كان مدمنًا للمخدرات ويمارس العنف الأسري مع أليك ووالدته، هذه الحبكة ظهرت لتبرر موقف أليك تجاه عصابة ترويج المخدرات في حلقة واحدة فقط، ورغم أهميتها فلم تستخدم مجددًا ولم تلق بظلالها على شخصية أليك سوى في موقف واحد أعلى هو فيه من قيمة أخلاقية مقابل سبق صحفي، لكن لم تستثمر جيدًا، ولم تكشف سرًا غامضًا في شخصية أليك، كذلك حبكة شقيقة أليك مجهولة المصير التي تركت بلا جواب.

مبررات درامية مفقودة

هدف مارك: يعتبر هدف مارك مثيرًا لغرابته، فمارك ابن عائلة ثرية توشك على الإفلاس لكنه مهووس بالفن لدرجة أن يتسلل من القصر ليرسم في الخارج، لماذا لا يرسم مارك في حديقة القصر؟ ولماذا هو ممنوع من الرسم إن كان يملك الأدوات مثلًا؟ ولماذا رآى مارك أن عليه أن يهيم على وجهه ليصبح رسامًا؟ ولماذا كان يهرب من لقاء ساندي مدعيًا أنه قطع وعدًا لها بأنه لن يعود إلا عندما يصبح فنانًا مشهورًا؟ ربما لا يعود مارك لاسكتلندا إلا بعد أن يحقق حلمه؛ لكن لماذا يتحاشى ساندي التي كانت أحيانًا على بعد متر أو مترين منه فقط لأجل وعد غير منطقي أو مبرر؟

كشف أليك لمارك في نقطة متطورة من القصة أنه كان يهرب من علاقته بكيتي لا بفنه، استطاع أليك فهم شخصية مارك بسهولة وهشاشة موقفة رغم عدم معرفته العيمقة به، في المقابل لم يفهم مارك نفسه، ولم تفهمه ساندي، غريب!

قيادة السيارة: لم يظهر السيد كريستي وكأن له سيارة، ثم ظهرت ساندي وهي تعرف القيادة دون أن يعلمها ذلك أحد، كان من الممكن قبول ذلك لو أن ساندي قد قادت السيارة على نحو عابر؛ لكن القصة تروي شيئًا مختلفًا، كذلك قيادة ريكي الصغير للسيارة تبدو غريبة وغير مبررة مطلقًا.

الكل يحب ساندي: توجه الجميع لحب ساندي بسرعة والتأثر بها يبدو غريبًا وغير مبرر دراميًا على نحو كافٍ، لا تبذل ساندي مجهودًا كبيرًا حتى يحبها الآخرون وينجذبون لها ويثنون عليها ويتعلمون منها، هذا يخالف الواقع كثيرًا ويجعل شخصية ساندي غير طبيعية أو منطقية، حتى كيتي بدت تصارع كرهها لساندي، إيفا تبدلت مشاعرها تجاه ساندي في ساعة واحدة، حتى المجرمون واللصوص كانوا يطورون من شعورهم بساندي سريعًا، السبب غير مقنع للأسف.

مصادفات مصادفات مصادفات

الصدفة طبيعية في الحياة، وأحيانًا تحدث سلسلة من الصف تبدو غير منطقية لكنها تحدث، هذا صحيح، لكن القصة اعتمدت على الصدفة بأكثر من الإرادة الحرة في معظم الأحيان، ساندي تلتقي السيدة ولنجتون صدفة، تلتقي بمارك صدفة، تلتقي بإدوارد في كل مرة صدفة، تجدها كيتي في لندن صدفة، تظهر كيتي وسكابان وأليك وساندي وريكي معًا صدفة في لندن، باريس، نابولي، روما وغيرها، دائمًا صدفة تلو الصدفة، صحيح أن كيتي ق أظهرت توجهًا لتتبع ساندي لكن ماذا عن أليك الذي يظهر صدفة؟ كلهم يغطون نفس الحدث صدفة، يفكرون بنفس الطريقة دومًا فيلتقون صدفة، مارك يمر جوارهم ولا يرونه صدفة، كلما حققوا في موضوع ما كان له علاقة بوالدة ساندي صدفة، إدوارد يبحث عن ساندي لأنه وجد امراة تعرف شيئًا عن أمها صدفة، إدوارد يفاجأ بأن ساندي معه في نيس صدفة، وهكذا لا تنتهي المصادفات للأسف.

البناء الداخلي للشخصيات

لا تتصرف الشخصيات منذ اللحظة الأولى وكأن لها ماضٍ يعرفه السيناريست جيدًا ويكشف عنه رويدًا رويدًا؛ وإنما تتغير الشخصيات مع كشف ماضيها على نحو عكسي،كما أن المشاعر الداخلية للشخصيات لا تتطور بوضوح، ساندي في أول القصة لا تختلف عنها في نهايتها، لم تغير الأحداث ساندي، ولم تنضجها المعاناة، لم تقوَ شخصيتها، لم تعترض أو تتخذ موقفًا ما، ظلت ساندي كما هي منذ اللحظة الأولى وحتى الأخيرة، السيدة أونور كانت صاحبة الشرف في هذا الجانب، ورغم أنها شخصية غير رئيسية إلا أنها تطورت دراميًا وعبرت عن نفسها بطريقة جميلة جدًا حين تغير موقفها من ساندي وباحت لها بالحقيقة، ومن ثم ظهرت توجه السيدة أونور الجديد تجاه ساندي حتى أنها بقيت تفكر بها وهي بعيدة عنها وتشتاق إليها وتشجع زوجها على دعمها ورعايتها.

مارك تغير قليلًا  ولكن تغيره كان مؤقتًا، وظهر في نهاية القصة وكأنه عاد لما كان عليه سابقًا خاصة بعد أن حقق حلمه، لو أن مارك فشل في ان يصبح رسامًا وأعاد ترتيب سلم أولوياته وقيمه لكان لتغيره معنى درامي أقوى.

كيتي شرر كذلك بقيت كما هي عابسة وعصبية منذ بداية القصة وحتى نهايتها، وسواء أحبها مارك أم لا، وسواء ارتبطت بأليك أم لا، ظهرت كما هي دون أن تتغير، كذلك أليك.

البعد الزمني والمكاني

البعد الزمني في القصة كان ضعيفًا على عكس البعد المكاني، لم تستخدم الفصول أو الكلمات أو حتى نضج الملامح للتعبير عن مرور الوقت بشكل جيد، مر عيد ميلاد أول توفي فيه السيد كريستي ثم عيد ثانٍ وانتهى الأمر، وكأن الأحداث قد جرت في عامين أو عامين ونصف فقط، ولا شيء أكثر من ذلك رغم وجود احداث كثيرة وتنقلات عديدة، كما أن عمل ساندي في الصحافة على هذا النحو لم يكمل السنة رغم تنقلاتها الكثيرة، يبدو الامر غير منطقي على الإطلاق.

قيم هذا المقال

0 / 5. 0

كن أول من يقيم هذا المقال

Favorite

تعليقات القراء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

في ظلال الفصحى

هل تساءلت يومًا عن الفرق بين منشور طويل على منصات التواصل الاجتماعي وبين كتاب تقرؤه؟ لقد تغير الواقع كثيرًا، وأسئلة…

تابع القراءة
شجرة من الكتب في وقت غروب الشمس

نسمة السيد ممدوح

كاتبة ومذيعة مصرية من مواليد 1986، حاصلة على ليسانس الآداب قسم الإعلام – إذاعة وتلفزيون عام 2008.